أخر الاخبار

مزارع انتاج اللحوم في عين هجوم النباتيين و المدافعين عن حقوق الحيوان.

 مزارع انتاج اللحوم في الميزان.

لقد عرف الانسان بتناول اللحوم منذ خليقته على هذه الارض واستمر على هذا النمط الغذائي الى يومنا هذا وعبر الاف السنين.

النباتيون و اللحم
النباتيين و اللحم القصة كاملة.
كثر الحديث مؤخرا من قبل تيار مناهض لاكل لحوم الحيوانات، بإدعاءات اخلاقية و انسانية و حقوقية، و يقولون ان الانسان مخلوق نباتي و لا يجب ان يقتل الحيوانات لاكل لحمها، و التي يستطيع العيش بدونها و بصحة افضل، و يقولون ان ذبح الحيوانات هو تعذيب لها و يسبب لها الكثير من الالم.

ان شراسة الطرح عند هؤلاء النباتيين و الذي قد يصل عندهم حد التطرف، و بعض المتطرفين من المدافعين عن حقوق الحيوان، يفرض على فئات اخرى دخول ساحة الصراع هذه، و التي خلقها النباتيون حول العالم.

السؤال هو: هل يعترض النباتيون على طريقة انتاج اللحوم، و المقصود بها آلية تربية الحيوانات ذاتها، ام ان مشكلتهم في تناول اللحوم كغذاء، ام ان مشكلتهم في قتل الحيوانات لاجل اكلها.

اذا كان النباتيون يعترضون على تناول اللحوم بحد ذاته، فهذا يعتبر تدخلا في خصوصيات الاخرين و محاولة سلبهم جزءا من حرية قرارهم، و هذا تجاوز يجب ان يُمنعوا عنه و أن يعاقبوا عليه.

فلقد و صل بهم الامر الى الدخول الى مطاعم اللحم و هم يرتدون جلود حيوانات مثل جلد الخنزير مثلا و يصرخون مثل الخنازير داخل تلك المطاعم و الناس تاكل الطعام، اليس هذا محاوله منهم لمصادرة حق الاخرين فيما يختارون من الطعام.

هناك صنفين من النباتيين الصنف المحايد الذي لا ياكل اللحم، و ليس لديه مشكلة مع اللاحمين، و صنف متطرف و يبذل ما بوسعه لمنع الاخرين من تناول اللحوم.

يبدا النباتيون حديثهم عن تناول اللحوم بالمقارنة بين الانسان و كائنات فضائية و صلت الى الارض، و يفترضون ان هذه الكائنات هي متطورة اكثر من الانسان و ذكية و متفوقة على البشر في الوعي و الذكاء، و يتساءلون. هل سنتقبل نحن ان تقوم تلك الكائنات الفضائية بحجزنا في حظائر و اخذ الاطفال من امهاتهم و اخذ حليب الامهات منهن و تسمين صغار الانسان و ذبحه لاحقا.

و في هذا السياق يكون الجواب هل قام الحيوان ببناء حضارة ما، هل استطاع الحيوان ان يصنع البيوت و المنازل و السيارات و الطيارات و التكنولوجيا، و هل يقوم بالزراعة و هل ينظم حياته و يرتقي بها كما فعل الانسان.

ان المقارنة بحد ذاتها مقارنة خاطئة، كون ان الفضائيين الذين قدموا من الفضاء وجدوا امامهم مخلوقات حضارية واعية عاقلة مدركة و لقد بنت حضارة عظيمة و كبيرة و متقدمة و متطورة، انهم يغفلون هذا الفارق العظيم بين الانسان و الحيوان.

اين وجه المقارنة بين الحيوانات و الانسان، من ناحية مقارنة الانسان بالحيوان، و من ناحية اخرى، مقارنة الانسان بالكائنات الفضائية فانها مقارنه خاطئة اصلا.

ان هذا الطرح يوحي الى نوايا هؤلاء النباتيين، و قد صرحوا بها في الكثير من الاحيان، بان الانسان لا فرق بينه و بين الحيوان.

اذا سنخوض في توجه اخر، و هو، هل هناك فرق بين الانسان و الحشرات، او هل هناك فرق بين الانسان و البكتيريا و الجراثيم و الفيروسات، من يستطيع ان يحدد الخطوط الفاصلة التي بموجبها يمكن ان نتعامل مع كل هذه الاصناف على اساس صنفها.

فبمجرد هذا الطرح فانهم يسيئون الانسان، عندما يضعونه في نفس خانة الحيوان، حيث انهم لم يروا الفارق الذي بين الانسان الذي بنى الارض و اعمرها و انارها و نظمها، و الذي اعتنى بشأنه خير اعتناء، و بين الحيوان الذي ما زال كما هو منذ الاف السنين، لم يفعل شيئا واحدا ليخدم به مصلحته او نفسه، و لم يرشدهم هذا الفارق ان الانسان مختلف جذريا عن الحيوان و انه كائن مستقل.

ان ادعاءات النباتيين و عندما تتمعن بها ستجدها ادعاءات واهية و ذرائع ضعيفة، فانهم يدّعون ان الانسان يبعد صغار الحيوانات عن امهاتها لاجل اخذ الحليب، فهل من المنطق ان يضر الانسان بمصلحته عندما يجعل صغيرا لحيوان يتضور جوعا، و بالتالي سوف يكون حيوانا هزيلاً مريضاً، ام ان حيوانات المزارع دائما تتمتع بالصحة الجيدة و العناية الفائقة و التغذية المثالية السليمة المدروسة من قبل المتخصصين في مجال تغذية الحيوانات و لكل حيوان علفه حسب صنفه و عمره و نوعه.

فمثلا .اذا كانت البقرة تنتج يوميا 20 كيلو من الحليب و لديها صغير عجل فان العجل يكفيه فقط ربع الكمية المنتجة من الحليب، و يكفيه كل يوم خمسة لترات من الحليب، و ما ياخذه الانسان من البقرة هو الفائض عن حاجة صغيرها، فلا يمكن ان يكون المربي الذي ينتظر عاما لتلد بقرته، ثم يقوم باهمال صغير البقرة، الذي اصلا قد يكون دفع المال في تلقيح بقرته لتأتيه بهذا العجل.

و يقول النباتيون: ان الظروف سيئة جدا في مزارع التربية من حيث المساحة، و الحقيقة ان تلك المساحة تكون قد حددتها جهات حكومية مختصة من قبل الحكومات، و عندها نقول لهم ماذا لو كانت الحيوانات منتَجة في بيئة طبيعية عضوية في مساحات واسعة، فيتحولون بك فجأة الى المنظور الانساني و الاخلاقي و الحقوقي، بانه ليس لك الحق في قتل هذا الحيوان، حتى و ان تربى في بيئة مثالية و على النحو الطبيعي العضوي الجيد.

الجانب الانساني و الحقوقي و الاخلاقي الذي يتحدثون به عن ذبح الحيوانات، له الكثير من الردود عليه، و منها. ماذا لو كان هذا الحيوان يعيش في الطبيعة ورأينا الاسود تقتله او رأينا الكلاب الوحشية تنهشه و تأكله و هو حي، فهل يتوجب علينا حينها قتل تلك الحيوانات المفترسة لطالما اننا نملك كل هذا العطف و الاخلاق تجاه هذا الحيوان و الذي نمتنع عن اكله لكي لا نذبحه، ام نأتي بالكاميرات لكي نصور تلك المشاهد الافتراسية.

ماذا سيقولون اذا انتشرت تلك الحيوانات التي اطلقنا سراحها في البرية، و تكاثرت بشكل مذهل ان كانت حيوانات المزارع التي يربيها الانسان او الحيوانات المفترسة التي تتغذى عليها، فبكل تاكيد سوف تكون اعدادها هائلة و حينها نحن نعتمد فقط على النباتات و المحاصيل الزراعية في غذائنا، و بالتالي لن نستطيع حماية محاصيلنا و غذائنا من تلك الحيوانات ذات الاعداد الهائلة من الهجوم على الاراضي الزراعية و المحاصيل.

عندما تصل الحيوانات التي اطلقها الانسان في البرية الى اعداد ضخمة ماذا يتوجب على هؤلاء النباتيون فعله، هل سيتركونها تهدد امنهم الغذائي و تقضي على محاصيلهم، ام انهم سيقتلونها، فهل يكون القتل انذاك مسموحا به كما حدث في استراليا في قضية الجمال التي تكاثرت باعداد ضخمة و صارت تؤذي اراضي المزارعين و محاصيلهم الزراعية، او كالارانب مثلا اذا تضاعفت اعداده و صارت اعداده خارجة عن السيطرة.

هل عند حدوث هذه الكوارث هل سيكون قتل تلك الحيوانات مباحا و قانونيا و شرعيا.

عندما يذبح الانسان اي حيوان يتغذى عليه فهذا يعني انه يقتله اي ان الحيوان يموت، فهل يستطيعون منع الموت عن الحيوان لو كان يعيش في البرية.

 القضية في ذبح الخراف او الخنازير او العجول، هم يتحدثون احيانا عن  ان الذبح بذاته هو المشكلة، و احيانا يتحدثون عن طريقة التربية و اماكن التربية و احيانا يتحدثون عن اللحم كغذاء،

فان عملية الذبح هي عملية طبيعية بالنسبة لحيوان يعتبر في الدرجة الثانية في الهرم الغذائي.اي انه حيوان خلق ليُفترس، اما عن موضوع التربية، فانهم يقولون ان الحيوانات تتعرض لمعاملة سيئة فهل لو تعرضت الحيوانات لمعاملة سيئة، هل حقا سيصبح وزن الخنزير بهذا الوزن العملاق او العجول او الخراف، ام ان هذا الوزن هو نتيجة اهتمام و عناية و تغذية على اكمل وجه، فهل يتمنى ايٌ من مربي الحيوانات ان تمرض حيواناته، و ان مرضت الحيوانات الا يسارع الى علاجها و دفع النقود و المال لتبقى بصحة جيدة، فمن هذا الذي يريد ان يخسر حيواناته باهماله او بمعاملته السيئة تجاه تلك الحيوانات التي بالنسبة له هي ثروته الوحيدة.

ذبح الحيوان من الناحية الاخلاقية.

يقول البروفيسور بيتر سنجر Peter Singer جامعة برنسيتور في فلسفته.

يقول في معادلته النفعية. انه اذا اتانا مصابين اثنين احدهما شخص عادي و الاخر طبيب، و كان علينا انقاذ احد هذين الشخصين فمن سوف ننقذ هل ننقذ الشخص العادي، ام الطبيب كونه سوف يساهم في انقاذ ارواح الكثير من الناس لاحقا،فاذا انقذنا الشخص العادي و هذا هو المطلوب اخلاقيا، فاننا عندها غير نفعيين و اما ان فضلنا ان ننقذ الطبيب فاننا نصبح عندها نفعيين.

يقول بيتر سنجر Peter Singer : ان الشمبانزي هو اقرب الى الانسان من قربه الكلب، و يضرب مثلا في انساناً مصاب عقليا، و مقارنته بحيوان ذكي كالشمبانزي، و يطرح معادلته هذه على سبيل اقناع الاخرين بان الانسان و الحيوانات متساويين.

و يحتج المدافعين عن حقوق الحيوان، بقطع ذيول الخنازير الصغيرة و قطع مناقير الديوك الرومية، و يدّّعون ان المزارعين يبعدون صغار الحيوانات عن امهاتها لاجل اخذ الحليب، و هذا لا يمكن ان يحدث الا ان يكون العجل قد شبع لان ذلك من مصلحة المربي. 

و يقولون ان الخلل في القوانين التي تقر بان الحيوانات هي ملكية شخصية و من هنا يمكن لصاحب الملكية بالتصرف بها كما يشاء، و يتضح بهذا انهم يسعون الى تغيير القوانين برمتها و جذرياً.

و في قضية النفعية يضرب البروفيسور بيتر سنجر Peter Singer مثلا. بأنه لو كان هناك ارهابياً و قد و ضع قنبلة في وسط مدينه نيويورك، و تم القاء القبض على هذا الارهابي، و اثناء التحقيق رغب بعض المحققين بتعذيبه لكي يعرفوا مكان القنبلة فهل نسمح لهم بذلك بمقياس نفعي، بينما و في ذات الحين يقول المدافعون عن حقوق الانسان انهم لا يمكن ان يعذبوه تحت اي سبب او ذريعة.

 و يبررون فقط حاله حيوانات التجارب في المختبرات في نفس الوقت، اذاً هنا طغت النفعية على الاخلاق و الضمير.


يقول البروفيسور: ان الناس و هم على مائدة العشاء يتناولون اللحوم و الاسماك و الحليب و البيض بينما يشاهدون على الشاشة فيلماً و ثائقياً يتحدث عن معاناة الحيوانات في المزارع.

 فدائما ما يربطون بين كلمة اللحم و معاناة الحيوانات وكانها سمة اساسية و عامة و موازية بالضرورة لإنتاج اللحوم و إكثار الحيوانات، ثم يقولون ان الانسان ليس بحاجة الى هذه الاطعمة.

و يقول المدافعون عن حقوق الحيوان، في مختبر تم انشاؤه في احدى جامعات فيينا، ان الحيوانات تشعر بالملل و هذا الملل لو وقع على الانسان لدفعه الى الانتحار، كونها تعيش في اماكن صغيرة مغلقة.

و يقولون  ان تناولنا لِلَحم الحيوانات مثل الابقار و الخنزير و الضأن و الدجاج، يتسبب في تغير المناخ و يتسبب في معاناة الكثير من الحيوانات، و تضر بصحة الانسان.

و دائماً ما يربط هؤلاء المدافعون عن الحيوان، بين الالم و لحم الحيوان، و دائما ما يكررون هذه الكلمة و يربطون لحم الحيوان بكلمة معاناة.

ينظمون المظاهرات في الشوارع و يقولون و يصرخون اننا نسمع اصوات الخنازير و هي تحتضر و تموت و نريد تغير هذا.

اذا هل يستطيعون ان يمنعوا الموت عن هذ الحيوانات اذا كانت تعيش في البرية و يمنعوا الاسود من التهامها كما يريدون منع الانسان، سؤالا يتكرر مرة ثانية لطالما ان مشكلتهم انهم يسمعون صراخ الخنازير اذاً بسبب الموت، اذا هل يستطيعون منع الموت عن باقي الحيوانات في البرية.

و لقد بات جلياً و واضحاً مخطط هؤلاء النباتيين، و يقولونها علناً اننا نريد ان نغير العالم و نجعل جميع البشر نباتيين لا ياكلون اللحوم، و هذا بنظر آكلي اللحوم هو شيء من الديكتاتورية و فرض ارائهم على باقي المجتمع.

الاهم في الموضوع عندما يتاح للنباتيين دخول مدارس اطفال، و يلقون محاضراتهم حول بشاعة تربية الحيوانات في المزارع و اكل لحومها.

حيث تقول احدى المعلمات انها لا تريد تغيير اراء الاطفال، و من ثم تحكي لهم بعض المواقف عما تسميه معاناة تلك الحيوانات، و كيف يتم ذبحها و تصف لهم الامر و تنقله بصورة فيها الكثير من القسوة، و تقول انها ترغب بأن تنتهي تربية الحيوانات في المزارع، اي انها تعرب عن وجهة نظرها امام اطفال بكل تاكيد يقتنعون بما يقوله الكبار لهم، وتعرض عليهم فيلماً عن حياة الحيوانات في الطبيعة، و تُريهم مشاهد اخرى من حياة الحيوانات في الحظيرة.

منظمة هوسوكو Hosoko العاملة في مجال حقوق الحيوان، تعلن عن اجتماع لها في مقرها و امام الكثير من الحاضرين، تعرض فيلماً فيه لقطات سرية تم اخذها من احد مسالخ الابقار في المانيا، و يقولون ان هذه المشاهد هي نموذج عام يستخدم في كل المزارع في المانيا، وليست حالات استثنائية

فريدر شمول Freder Schmoll عضو منظمة هوسوكو يقول ان صناعة الالبان و الاجبان تخفي خلفها معانات كبيرة للحيوانات. 

توبيا سينيلارت Tobia Cinelart يقول: انه عندما يتوفر بديل للحوم و بنفس الطعم و بنفس النكهة، فما الداعي لقتل الحيوان، و يقصد اللحوم المصنعة في المختبرات، و يقول في احدى محاضراته انه سوف يحاول جذب المزيد من الاشخاص الى مناهضة تناول اللحوم الطبيعية، و مع مرور الزمن سوف يزداد العدد و يصبح آكلي اللحوم اقلية في المجتمع، و هذا ما يجعلهم يخجلون من تناول اللحوم امام الناس.

يتحدث دائما هؤلاء النباتيون و المدافعون عن حقوق الحيوان، بصيغة الربط بين الضمير والاخلاق و بين تناول اللحوم بشكل مستمر، في كل تقاريرهم و محاضراتهم و يأخذون اقسى المشاهد من المزارع و يقومون بعرضها على الحاضرين.

و في اغلب الاحيان يتحدث هؤلاء النباتيون و المدافعون عن حقوق الحيوان بطرق تجعلك تشمئز من اللحوم، متعمدين اثارة القرف الداخلي فيك، فمثلا تتحدث احداهن و تقول. لنفترض انك موجود في مطعم، و تأكل شطيره لحم مشوية، على انها لحم بقري فيأتيك احدهم ويخبرك بانها لحم كلاب، ماذا سوف يكون شعورك سوف ترى امام عينيك كلباً نافقاً و انت تاكل منه، هكذا تقول احدى الناشطات في مجال مناهضة اكل اللحوم و الدفاع عن حقوق الحيوان، دائما يتحدثون بطرق مقرفة لكي يتخلى اكلي اللحوم عن سلوكهم.

ثم تقول ان الكثير من الناس يريدون اكل النباتات فقط و ان الذين يقبلون على تناول اللحوم هم الاشخاص المحرومون اقتصادياً، فانها تريد ان يشعر المجتمع عامة بأنهم اذا رأوا شخصاً ياكل اللحم فانه من الطبقة الفقيرة، و هذا مناقض للحقيقة لان سعر اللحوم دائما يكون اعلى من اسعار الخضروات، و تشعر هنا بمدى التخبط الذي يعيش به هؤلاء النباتيون والمدافعون عن حقوق الحيوان.

و تعترف الناشطة ذاتها انها كانت تاكل اللحوم و البيض و تشرب الحليب و تاكل اللبن، و لكنها تناولت شطيرة لحم فاسدة ادت الى مرضها و اخذها الى المستشفى، و كانت تعاني من السموم التي تعرضت لها جراء تناول هذه القطعة من اللحم و أنها بقيت عدة ايام في المستشفى تتالم، و هذا السبب هو الذي جعلها تقلع عن تناول اللحوم، و هذا يبين لنا انها لم تتخلى عن تناول اللحوم من باب اخلاقي كما تدعي، بل انها بسبب حادثة جعلتها تكره هذا النوع من الطعام.

يقول جيرا دوتو Jera Doto احد المشرفين في احد المسالخ في المانيا،( مسلخ كودتش ماوس koditch mouse ) في ولاية ساكسونيا السفلى و هو من احد اكبر المسالخ في المانيا.

يتم ذبح 1500 خنزير يومياً و انها تصل الى المسلخ بعمر ستة اشهر، و يكون وزنها 120 كيلو، و يقول جيرادوتو. اننا نترك الخنازير لمده ساعتين بعد وصولها الى المسلخ لكي تتخلص من التوتر و لكي نقدم لحما ذو جودة عاليه فان التوتر يعطي نتائج سلبية على جودة اللحم.

هل البشر اكلون لحوم بطبيعتهم

يقول الياش تفل باور Yash Tafel Power ( مؤرخ ) 

ان البشر مصممين لاكل كل شيء، حيث اثبتت كل الدراسات، ان الامعاء لدى الانسان تختلف بشكل جذري عن امعاء الغوريلا و الشمبانزي، و انها يصعب عليها هضم اوراق الأشجار، و ما يناسب امعائنا هو هضم البروتينات و الدهون، و هذا لا تستطيع فعله امعاء الغوريلا او الشمبانزي.

نيكو رينتيناو Nico Rentnow  ( خبير تغذية )

يقول اننا في النظام النباتي سنجد كل العناصر الغذائية الموجوده في اللحم، و حتى فيتامين 12 B، نستطيع الحصول عليه عن طريق كبسولات.

تغير المناخ و تربية الحيوانات و تناول اللحوم.

تقول سنتيا روزنزفايج Cynthia Rosenzweig ( باحثة علمية في وكالة ناسا)، و التي تقدم تقريرها السنوي

للهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ، هي منظمة تابعة للامم المتحدة.

تقول ان النظام الغذائي مسؤول بنسبة كبيرة عن التلوث المناخي، و ان الغازات الناتجة عن تخمر السيلولوز في امعاء الماشية هي صاحبة النسبه الاكبر في هذا التلوث.

و تقول ان بقرة واحدة تنتج سنوياً ما تنتجه سيارة تسير ل 20,000 كلم من التلوث.

و تقول ان الاراضي المطلوب زراعتها لانتاج اعلاف الحيوانات، ستكون اقل لو ان الانسان استغل هذه الاراضي كغذاء مباشر له.

و تقول. انه لو تخلى الناس عن تناول اللحوم و توقفت تربية المواشي و انتاج اللحوم، فان هذا سوف يخفف كثيرا من انبعاثات الغازات الدفيئة، و التي يخلف نصفها انتاج اللحوم سنوياً، و ان المساحات المزروعة حاليا سوف تنخفض نسبتها بنسبة كبيرة، لاننا لم نعد نزرع لاطعام الحيوانات، بل لنأكل نحن.

 و هنا الفرضية التالية نفسها، اذا اوقفنا تناول اللحوم، الا يفترض اننا سنستهلك النباتات بشكل اكبر ومضاعف، و بالتالي نحن مضطرون لزراعة مساحات اكبر.

اذا المساحات التي يدعون انها سوف تكون مرشحة لزراعتها كغابات بما انها لم تعد تزرع كعلف للحيوانات، فهي حتما ستكون بديلا لغذاء الانسان عن اللحوم، التي تخلى عنها مقابل ان يتغذى على النبات.

فبالتالي فان اللحوم تاخذ نسبتها من تغذية الانسان، و هذه النسبة تخفف من استهلاك الانسان للخضار و الحبوب، اما ان توقفنا عن استهلاك اللحوم فنحن مضطرون لزراعه مساحات اكبر من المساحات الحالية، لنغطي هذا النقص الغذائي الذي احدثه الامتناع عن تناول لحوم الحيوانات.

و يقول تقرير السيدة سينتيا روزنز فايج. ان فقط 6% من انبعاثات الغازات تاتي من تعبئة و نقل الخضروات. و هل سوف تزداد الانبعاثات الناتجة عن هذه العملية في حال تحول الجميع لاستهلاك الخضار ام انها ستنخفض.

النباتيون يساوون الانسان مع الحشرات خلقياً من حيث المبدأ، فعند النباتيين كل المخلوقات الحية متساوية مع بعضها من حيث القيمة، و ان الحيوانات لديها وعي كما هو لدى الانسان، و ليس من حق الانسان قتلها.

و بالتالي فانه من البديهي ان يشمل هذا التصنيف الحشرات ايضا و ربما البكتيريا، فهل يحق للانسان قتل الحشرات و البكتيريا حتى و لو انتشرت بشكل و بائي و مضر بالانسان وصحته.

و هنا ينطبق نفس الشيء على الحيوانات اذا تحولت في حياتها البرية الى آفة تهدد غذاء و وجود الانسان، و هل علينا نحن البشر ان نقيم تفاضل فيمن يجب ان يبقى على قيد الحياة، الانسان ام الحيوان و الحشرات و البكتيريا.

عندما يتحدث النباتيين عن مساواة الانسان بالحيوان و الحشرات و البكتيريا من ناحية الوعي و الادراك، الم يجدوا مدى الحضارة التي بناها الانسان، و ان تلك الحيوانات بقيت كما هي منذ الاف السنين و لم تفعل سوى الاكل و التكاثر و النوم، فكيف لهم ان يساووا الانسان الذي صنع كل هذه الحضارة بتلك الحيوانات المحدودة الوعي و الادراك.

اللحوم المستنبتة في المختبرات. ماهي.

اللحوم المستنبتة في المختبرات و التي وافقت على انتاجها و على استهلاكها دولتان في العالم كله، الدولتان هما الولايات المتحدة المريكية و سنغافورة فقط.

تهدف هذه الصناعة بالدرجة الاولى الى الحفاظ على المناخ كما يدعي النباتيون، و بالفعل قال كل ما تناول هذه اللحوم انها لا تختلف ابداً من حيث الطعم و الرائحة و الشكل عن اللحوم الحقيقية، و تقول الشركة المُكتشفة لهذه الصناعة، انها تتوقع خلال 20 عاما ان تقضي شركة ( اب سايت فود) على اللحوم التي يتم انتاجها بالشكل الطبيعي في المزارع و في الطرق التقليدية.

 ويقول مناهضوا الانتاج الطبيعي للحوم، ان الحيوانات تنتج الغازات الدفيئة، و ان اللحوم المستنبتة في المختبرات تنتج من خلال خلايا يتم اخذها من الحيوانات، و تكون هذه الخلايا قابله للانقسام و بالتالي التكاثر، و يتم ذلك في بيئة مختبرية بحتة.

 و يحذر مناهضوا هذه الصناعة المخبرية، من ان البيئة المخبرية المطلوبة لانتاج اللحوم، هي بيئة انتاجية خطيرة، فهي البيئة ذاتها المناسبة لتكاثر البكتيريا و الفيروسات، و يقولون انه لو تسرب اي نوع من البكتيريا و الفيروسات الى داخل المختبر فان هذا يعني انتاج لحوم ممرضة و خطيرة و مسممة.

و يقولون انه من المستحيل ان يستطيع المنتجين للحوم المستنبتة ان يحافظوا على درجة عالية جداً من النظافة والتعقيم، و خاصة ان المختبرات المنتجة للحوم المستنبتة سوف تكون مستقبلاً على شكل مصانع عملاقة، و هذا ما يزيد من صعوبة الحفاظ على نظافتها و حمايتها من المحيط الخارجي المليء بالبكتيريا و الفيروسات.

عندما نضع الانسان في نفس مستوى الحشرات، فهل يحق لنا ان نقتل الحشرات، كونها و حسب ما يقول النباتيون انها تعقل و تعي و تفهم مثل الانسان و الفارق هو في الحجم و الشكل فقط.

 لنفترض ان الانسان امتنع عن اكل الحيوانات، و بقيت هذه الحيوانات في البرية و تكاثرت بكل انواعها الى الدرجه صارت مضرة، و صارت تهاجم المحاصيل الغذائية الوحيدة، كما حدث في استراليا عندما تكاثرت الجمال و الارانب و تحولت الى افة زراعية، فماذا سوف يفعل النباتيون حينها.

هل سيموتون جوعاً عندما تاكل هذه الحيوانات محاصيلهم و غذائهم، ام انهم سيقتلونها بالجملة و يبقون جثثها تنشر الامراض و الاوبئة، و تصبح وباءً بعد ان كانت غذاءً، اذا هل سيمتنع النباتيون عن قتل الحشرات و ان سببت لهم الاف الامراض و الاوبئة. كون ان الانسان يتساوى بنظرهم مع الحيوان و بالتالي الحشرات و ربما البكتيريا.

هل يعلم النباتيون انه عندما يحرثون التربة انهم يقتلون ملايين الانواع من البكتيريا، و ان الزراعة التي سوف تزداد رفعتها بكل تاكيد، سوف يزيد من قتلهم لانواع ضخمة من البكتريا النافعة و الضرورية لبقاء الانسان.

 اذا تحول البشر الى النظام الذي يدعون اليه انصار التغذية النباتية، ان هذا يعني استنزاف للتربة و قطع الكثير من الغابات لسد حاجة البشر النباتيين، بينما كان الكثير من الحيوانات يرى في تلك الغابات هي مساحة رعي  وبيئة طبيعية سيمنع منها الحيوانات كونها تنتج غذاء البشر الوحيد و هو النبات.

هل يعلم النباتيون ان كل وزارات الزراعة في العالم تشجع المزارعين على استخدام الاسمدة العضوية و التخلي عن الاسمدة الكيميائية المضرة بالصحة و التربة، و ان مصدر هذه الاسمدة العضوية بنسبة 90% ياتي من مزارع تربية المواشي، و التي ان اوقفنا تربيتها فاننا لن نحصل على هذه الاسمدة العضوية الضرورية لزراعة عضوية نظيفة.

 بعد الان اننا عندما نمنع الانسان من التغذي على اللحوم، فاننا نلعب في الاعدادات الاساسية لقواعد الحياة الطبيعية، و ندمر السلسلة الغذائية، فبالتالي سوف تتكاثر الحيوانات في البرية، مع انخفاض المساحة الحالية الخاصة بها، لاننا سوف نحتاج لزراعة المزيد من الاراضي لانتاج المزيد من المحاصيل و الخضروات لتكفي الانسان، مع افتقارنا للاسمدة العضوية، و عندما تصبح المساحة ضيقة على الحيوانات البرية، فبكل تاكيد سوف تهاجم مساحتنا المزروعة بغذائنا الوحيد، و سوف تفسد علينا استقرارنا الغذائي.

و انه سوف تتكاثر الحيوانات المفترسة بمساحة ضيقة، و ايضا هي سوف تهاجم البشر و بالتالي فوضى كبيرة، مما سيضطر الحكومات لقتل تلك الحيوانات و ترك جثثها للحيوانات المفترسة التي يجب علينا ايضا قتلها لانقاص عددها.

هنا يجدر بنا القول ان لهذا القتل الكثير من التكاليف، اضافة الى خسارتنا تلك الحيوانات، التي كان اولى لنا ان نتغذى بها و هي تحت سيطرتنا، و نستفيد من روثها كسماد عضوي. ان دعاة الغذاء النباتي هم في الحقيقة دعاة الى الفوضى من حيث لا يعلمون.

يطالب النباتيون بعدم ذبح الحيوانات، و يقولون ان دوافعهم انسانية و تارة يقولون انها اقتصادية و مناخية، يشعر من يتابع اطروحات النباتيين بالتخبط الواضح في اطروحاتهم.

اما ان تطرقنا للجانب الانساني في هذه القضية، فسوف نخوض في مسارين، المسار الاول في طريقة التربية، و المسار الثاني مسار الذبح، مسار التربية حيث انهم يقولون ان حجتهم الكبرى في تربية الحيوانات هي لانها في اماكن صغيرة مغلقة ضيقة، اي ان الحيوانات لا تستطيع التحرك بحرية، كما لو كان في حياتها الطبيعية، اذا لماذا يعترضون على لحوم المزارع العضوية، التي تتوفر فيها الشروط المثالية للتربية.

يقولون ان المربون يبعدون الصغار عن امهاتها لاجل اخذ الحليب، لكنهم لا يعرفون ان العجل على سبيل المثال يكفيه ربع الحليب الذي تنتجه بقره تنتج 20 كيلو من الحليب، و لا يتحدثون عن جوده العلف التي يقدمها المربي للحيوانات التي يربيها، و التي من الممكن ان لا يتمكن الحيوان من الحصول عليها في الطبيعة.

و بالتالي فاننا لا يمكن ان نقارن بين حياة الحيوان في الطبيعة و بين حياته في المزارع حيث تقدم للحيوانات كل الرعاية و العناية و الاهتمام، لانها هي الفاصل في ربح او خسارة هذا المزارع او المربي، و ان المربين لا يمكنهم التهاون في رعاية حيواناتهم كونها هي مربحهم و عملهم و انتاجهم، و بالتالي فانه و من الناحية الانسانية لا يمكن لمنتج ان يضر بحيواناته، و بكل تاكيد انه لو اهمل حيواناته فهذه خسارة كبيرة و مدمرة له.

 هل يستطيعون ايقاف عجلة الحياة البرية، بمعنى ان الحيوانات اللاحمة تقوم بقتل و التغذي على الحيوانات الاخرى، فهذا امر بديهي ان يكون الموت هو نهاي كل المخلوقات الحية.

هل يجب عليهم قتل الحيوانات اللاحمة لانها تأكل اللحم، ليبقى في الساحة الحيوانات النباتية فقط، ام انهم لن يسمحوا للاسود بقتل الحيوانات و اكلها، و لن يسمحوا للكلاب الوحشية في اكل الفريسة و هي حيه و قتلها بابشع الصور، ام ان بعضهم سيأتي ليستمتع بالتصوير و مشاهدة عملية الافتراس.

ان مطالبهم بعدم ذبح الحيوانات التي ينتجها جهد و تعب وعناية الانسان، هي مطالب زائفة و غير منطقية و بعيدة عن الواقع.


المؤلف

___________ انس الكياري

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -